يرى هواة وخبراء العاب الكازينو اون لاين والمراهنات الرياضية على الإنترنت والقائمين علي هذه الصناعة، أن هذه الأنشطة لا تُعتبر تحت حكم القمار والمراهنات في الإسلام بحسب النصوص والآيات التي وردت في القرآن في الدين الإسلامي.
بحسب الآيات والنصوص التي وردت والتفسيرات التي يقدمها الفقهاء وشيوخ الإسلام، فإن العاب الكازينو اون لاين بكل أشكالها سواء البوكر، الروليت أو السلوتس بما فيها العاب الحظ، حتى المراهنات الرياضية التي تقدمها مواقع المراهنات الرياضية عبر الإنترنت لتوفير الفرصة لهواة متابعة الأحداث الرياضية مشاهدة مسابقات وبطولات الرياضة التي يفضلها مع إمكانية وضع رهان، لا يُشكل أي مشكلة مع غيره من المراهنين الآخرين، ممارستها فقط من أجل قضاء بعض الوقت لمزيد من المتعة والإثارة، لا تعتبر مقامرة أبداً، حيث تغيرت أشكال وطريقة الرهان، بل والأهداف والمكان.
في عصر الجاهلية كانت المقامرة أو كما يطلق عليها في الآية القرآنية "الميسر" غير مُنظمة وتتم بين أفراد العائلة الواحدة أو الأصدقاء، وكانت قواعد اللعب والطريقة غير منضبطة بقواعد متفق عليها، وكان اللاعب يمكن أن يخسر فيها أموال كثير، مما كان يسبب بين أفراد العائلة الواحدة الخصومة والعداوة مع إهدار الوقت والمال، وفي الحقيقة هذا لا يحدث مطلقاً في الوقت الحالي سواء في العاب الكازينو اون لاين أو المراهنات الرياضية على الإنترنت، حيث يمكن للاعب أن يشارك الرهان في وقت الفراغ أو السفر، وهذا يضمن عدم إهدار وقته أو تعطيل أعماله، كما أن اللعب عبر الإنترنت لا أحد من اللاعبين يعرف الآخر، مما لا يؤدي للعداوة والضغينة، فضلاً عن أن قواعد اللعب معروفة ومنظمة وهناك منظمات دولية معتمدة تقوم بتنظيم ومراقبة المراهنة سواء في مواقع الكازينو اون لاين أو مواقع المراهنات الرياضية، وهذا بالطبع يضمن لكل لاعب حصوله على حقه بالكامل وبمنتهى الشفافية والعدالة. وبحسب كل هذه المواصفات، لا ينطبق أي صفة من الصفات التي نصت عليها آيات القرآن الكريم حول المقامرة أو الميسر على العاب الكازينو أو المراهنات الرياضية.
شرعية العاب الكازينو في حكم الدين الإسلامي
كان ومازال كل العرب والحكومات في مختلف دول العالم العربية، يحرمون ممارسة كل أشكال العاب المقامرة، ليس هذا فقط بل يحظرون وجود أي صالة مقامرة في بلادهم، ومن يثبت أنه ذهب إلى هذه الأماكن التي تقدم العاب القمار، يتم معاقبته بالسجن أو بالغرامة المالية الضخمة، وهذا تنفيذاً لما جاء في الآية القرآنية " (يا أيها الذين أمنوا وانما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون وانما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون)، كما جاء هذا التحريم مع الحديث الشريف الذي يقول " من قال لصاحبه تعالى أقامرك، فليتصدق. أي عليه إفك عظيم (ذنب عظيم) وجب عليه الصدقة للتكفير عنه" وورد هذا في صحيح البخاري، هناك أيضاً حديث نبوي شريف جاء فيه (من لعب النرد (الزهر) فقد عصى الله ورسوله).
حيث كان الهدف من منع وتحريم العاب المقامرة هو أن لا تلهي هذه الأنشطة المؤمنون عن الصلاة وذكر الله، وتجنب الناس من الخصومات والعداوة وربح المال الحرام لأنه حصل عليه بدون جهد أو عرق. وإذا فحصنا هذه الآية الكريمة، وهذه الأحاديث النبوية الشريفة، نجد أن العاب الكازينو اون لاين والمراهنات الرياضية على الإنترنت لا تنطبق عليها هذه المواصفات، فهي العاب تتم عبر الإنترنت يمكن لكل لاعب المراهنة بها في أي وقت يناسبه سواء في الليل أو الإجازة أو السفر، بحيث يمكنه اللعب في وقت فراغه بعد تأدية فرائضه والقيام بأعماله ومراعاة واجبات أسرته، كما أنها لن تحدث من خلالها أي عداوة أو مشاكل، لأن اللاعب لا يعرف حقيقة هوية اللاعب الذي ينافسه أو حتى جنسيته أو نوعه أو مكان إقامته، وفي معظم العاب الكازينو ينافس اللاعب برمجيات رقمية وليس إنسان آخر، ليس هذا فقط بل أن ربح مال من العاب الكازينو ليس حرام، حيث تعتمد غالبية العاب الكازينو مثل العاب البوكر والباكارات على الخبرة والمهارة، وإذا نجح في الفوز يكون قد كسب هذه الأرباح نتيجة تفكيره وتعبه وجهده، والأهم أنه بدون أن يخلق أي عداوة أو كراهية مع أي أحد.
شرعية المراهنات الرياضية اون لاين في الإسلام
أما بالنسبة للمراهنات الرياضة، فلا شأن لها بالمقامرة المحرمة التي جاء ذكرها في الإسلام نهائي، حيث كانت معروفة قبل عصر الإسلام وبعده، وخاصة سباقات الخيول وسباقات الهجن "الجمال" التي عُرفت في دولة المملكة السعودية والإمارات وغيرها، حتى أن الرسول الكريم نفسه كان قد شارك في الرهان في أحد سباقات الخيل، حيث ذُكر أنه سأل أحدهم أنس قائلاً: (أكنتم تراهنون على عهد رسول الله؟ أكان رسول الله بنفسه يراهن؟!!، أجاب أنس: (نعم. والله لقد راهن رسول الله على فرس يسمى "سبحة"، وقد سبق الناس، فدهش لذلك وأعجبه)، معنى هذا أن المراهنة في سباقات الخيول والهجن وباقي الرياضات الأخرى ليست محرمة، وإلا ما كان راهن فيها الرسول الكريم بنفسه.
ولم يعارض الإسلام تنظيم السباقات التي كانت تُقام لرياضة ركوب الخيل أو الجمال، حيث لا يوجد فيها أي مقامرة، كانت تقام من أجل الاستمتاع بمشاهدة الخيول وهى تتنافس في المضمار حتى بلوغ خط النهاية لتشجيع المتسابقين فيها على مهارة تدريب هذه الحيوانات الأصيلة، ولكن كان يحدث هذا بشرط أن تخصص عوائد هذه السباقات لعمل الخير في البلاد سواء بالصدقات أو إقامة أعمال تنفع البلاد. ونفس الحال ينطبق على المراهنات الرياضية اون لاين في وقتنا هذا، حيث يختار اللاعب رهان رياضي على أحد الأحداث الرياضية التي تنظم للرياضة التي يفضلها، سواء كانت مباراة أو سباق، ويعاود أعماله وممارسة حياته سواء ربح أو خسر، وبالتالي لا يترتب على ذلك أي عداوة أو كراهية بينه وبين أي أحد، بل يمكنه استثمار وقته في رياضة يفضلها بما يعود عليه بالخير، بخلاف هذا هو يبذل جهد في متابعة الحدث ومعرفة تاريخ الفريق الذي سيراهن عليه، وبالتالي إذا فاز يكون قد جنى أرباحه بالجهد والعرق دون أي يتسبب ذلك في تأخيره عن تأدية فرائض دينه.
وبالرغم من أن العاب الكازينو والمراهنات الرياضية لا تخالف الشريعة الإسلامية، إلا أن كافة حكومات الدول العربية الإسلامية تحظر ممارستها، ومع هذا لم يتوقف هواة هذه الالعاب لحظة واحدة عن المشاركة بها، بالرغم من أن حكومات هذه الدول تقوم بحجب كافة مواقع الكازينو والمراهنات الرياضة، إلا أنهم يلجؤون إلى استخدام الشبكات الافتراضية الخاصة (VPN) والتي تسمح لهم بالوصول الآمن والسري لأي موقع عبر الإنترنت بعيداً عن مراقبة الأجهزة الحكومية.
يمكنك هنا مطالعة المزيد عن كيفية تجاوز حظر المراهنة اون لاين في الدول العربية من خلال مقالنا السابق في الموقع. الرجاء الضغط على الرابط.
أفضل مواقع المراهنات الرياضية اون لاين عام
في الختام؛ يمكننا بكل صدق أن نقول أن العاب الكازينو اون لاين والمراهنات الرياضية على الإنترنت أنشطة لا تندرج تحت مسمى العاب المقامرة، وأنها غير مخالفة للتعاليم الإسلامية، فهي لا ينطبق عليها أي شرط من شروط المقامرة التي جاء ذكرها في بعض الآيات القرآنية، وتتم وفق معايير وقوانين تضمن المراهنة المسؤولة دون أي مشاكل لكل اللاعبين. كما أن للاعب يختار الوقت الذي يناسبه بعيداً عن مواعيد الصلاة للعب في الكازينو، وهكذا لن يكون هناك إلهاء له عن فرائض دينه، أما بالنسبة للمراهنات الرياضية فهى حلال أكيد، حتى أن الرسول الكريم بنفسه قد شارك في الرهان على أحد الخيول في سباق خيل وكان سعيد بذلك.
إذا كنت من هواة العاب الكازينو اون لاين أو المراهنات الرياضية على الإنترنت، فلا تقلق بشأن التحريم، فهى لا تخالف الشريعة الإسلامية أبداً.
