أخيراً وبعد طول انتظار، تقدمت المملكة العربية السعودية لطلب استضافة كأس العالم 2034، وذلك بعد أن تم الإعلان عن استضافة إسبانيا والمغرب والبرتغال لبطولة كأس العالم 2030. فقد لقى طلب السعودية ترحيب كبير من عدد كبير من اتحادات كرة القدم في العالم، في ظل تفاؤل كبير من الجانب السعودي بقدرتهم على الحصول على شرف استضافة كأس العالم.
فكيف خططت السعودية للأمر، وهل هناك من يقدر على مناطحة المملكة في طلبهم؟ وكيف ساهم تنظيم قطر والمغرب لكأس العالم في مساندة الملف السعودي؟ كل هذا وأكثر سوف نتعرف عليه في هذا المقال.
السعودية تقدمت رسمياً بطلب استضافة المونديال في 2034
أرسلت السعودية في التاسع من شهر أكتوبر الحالي طلب رسمي إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، تعلن فيه طلبها استضافة كأس العالم 2034 على أراضي المملكة العربية السعودية. فقد شمل الملف خطة شاملة من جانب المملكة من أجل أن تكون على أهبه الاستعداد لتقديم نسخة متميزة من كأس العالم على أرضها، كما سيشمل الملف السعودي النجاح السعودي الذي حققته في السنوات القليلة الماضية في استضافة عدد من الفاعليات والبطولات الرياضة الكبرى، سواء في لعبة كرة القدم أو أي لعبة أخرى.
لقد حظي تقديم السعودية لطلب استضافة كأس العالم بتأييد كبير وسريع جداً من جانب العالم كله. فهناك أكثر من مئة اتحاد لكرة القدم على مستوى العالم قام بإعلان تأييده لطلب السعودية، واثقين في قدرات المملكة على تنظيم بطولة كأس العالم بأفضل شكل ممكن.
منافسين السعودية لاستضافة كأس العالم 2034
على الرغم من أن الملف السعودي سوف يكون قوي بصورة تصعب المنافسة على أي مترشح أخر، إلا أن هناك بعد الدول التي لديها الطموح لنيل هذا الشرف الكبير. فهناك فرصة حتى نهاية شهر أكتوبر لاستقبال طلبات الترشح لاستضافة نسخة عام 2034 من المونديال.
تدرس إندونيسيا التقدم للترشح لاستضافة كأس العالم 2034، سواء ضمن ملف مشترك مع أي دولة أخرى داخل قارة آسيا، أو حتى التقدم بمفردها لتنظيم هذا الحدث الهام. فكرة القدم في إندونيسيا شهدت تطور ملحوظ، كما شهدت البنية التحتية الكثير من النمو مما ساعد رياضة كرة القدم هناك على أن تحظى بمكانه أفضل من ذو قبل، فضلاً عن كون إندونيسيا دولة سياحية ممتازة يحب الناس زيارتها من جميع دول العالم.
هناك أيضاً تحركات ملحوظة من جانب دولة أستراليا، والتي سبق لها تنظيم كأس العالم للسيدات بالاشتراك مع نيوزيلاندا. فأستراليا على ما يبدو سوف تكون هي المنافس الأقوى للملكة العربية السعودية في سباق المنافسة على شرف تنظيم كأس العالم. فالمسؤولين في أستراليا قاموا بأبداء اهتمامهم بتنظيم أهم بطولة خاصة بلعبة كرة القدم، مما يؤكد على اهتمام أستراليا المتزايد بلعبة كرة القدم. تمتلك أستراليا جميع المقومات القادرة على جعلها مكان قادر على استضافة كأس العالم، فوجود بنيه تحتية جيدة، وشبكة مواصلات ممتازة، وملاعب رائعة، فضلاً عن الإمكانيات المادية الكبيرة التي من شأنها أن تكمل أي نواقص لدى الملف الأسترالي. فهل تنافس أستراليا طموحات السعودية؟
خطة السعودية لاستضافة كأس العالم 2034
تخطط المملكة العربية السعودية لتنظيم كأس العالم منذ سنوات طويلة. فقد كانت الخطة الأولية هي تنظيم كأس العالم 2030، وذلك بالتزامن مع رؤية تطوير السعودية الشاملة 2030. لكن المسؤولين في المملكة رءوا أنه من الأفضل تأجيل الأمر للنسخة المقبلة في 2034، وذلك من أجل زيادة فرص السعودية في الحصول على شرف تنظيم كأس العالم.
لقد قامت السعودية بتطوير البنية التحتية لملاعب كرة القدم في المملكة بصورة أكثر من رائعة، مما جعل هناك ملاعب ذات طراز عالمي؛ مما مكن المملكة من استضافة العديد من البطولات العالمية الكبرى، مثل كأس السوبر الإسباني وكأس العالم للأندية وغيرها. تمتلك أيضاً المملكة العربية السعودية مجموعة من أجمل الفنادق العالمية، وشبكة مواصلات متميزة جداً، هذا بجانب حب الشعب السعودي لكرة القدم ووعيه الكبير بأهمية اللعبة. فالسعودية تعتبر مكان متكامل لاستضافة حدث كروي ضخم مثل كأس العالم.
يتابع العالم التطور الكبير الذي يحدث في عالم الرياضة بشكل عام في المملكة العربية السعودية، وكرة القدم بشكل خاص. فالمملكة السعودية تقوم بضخ مليارات الدولارات على تطوير اللعبة في البلاد بداية من دوري روشن السعودي، والذي بات واحد من أفضل عشر دوريات في العالم، بفضل جلب أفضل نجوم كرة القدم في العالم أمثال كرستيانو رونالدو وكريم بنزيما وساديو ماني، وذلك أفضل المدربين على مستوى العالم. فقد ساهمت الاستثمارات السعودية في الدوري الخاص بهم في زيادة مراهنات كرة القدم اون لاين على دوري روشن السعودي أكثر من أي وقت مضى. كما استحوذ صندوق الاستثمار السعودي على نادي نيوكاسل الإنجليزي، وجلب له مجموعة ممتازة من اللاعبين والذين عادوا بالنادي لماكنته المرموقة بالوصول إلى مراكز متقدمة في الدوري الإنجليزي الممتاز، فضلاً عن العودة للمشاركة في دوري أبطال أوروبا. فالمملكة على استعداد كامل لدفع أي تكلفه من أجل الوصول إلى أهدافها في أن تكون واحدة من أهم دول العالم في خريطة كرة القدم. فالمملكة العربية السعودية وعدت العالم كله بأن تكون نسخة 2034 حال فوزها بشرف التنظيم سوف تكون نسخة استثنائية في كل شيء من جمال التنظيم وروعته.
استضافة قطر والمغرب لكأس العالم يعزز فرص السعودية
مما لا شك فيه أن نجاح قطر في تنظيم كأس العالم 2022 بنجاح شهد له الجميع، كذلك فوز المغرب رفقة كل من البرتغال وإسبانيا بشرف تنظيم كأس العالم 2030، سوف يكون له دور جيد في دفع الملف السعودي بشكل واثق لنيل شرف تنظيم كأس العالم 2034. فقد رأى العالم كيف يمكن للبلاد العربية الوصول لأعلى مستويات تنظيمية بشكل يضاهي أي دولة في العالم، وذلك بعكس الصورة المغلوطة التي كانت لدى كثيرين في أوقات سابقة قبل تنظيم قطر لكأس العالم الأخيرة بنجاح كبير على أراضيها العربية. فيرى الكثير من الخبراء أن خريطة العالم الكروية سوف تتغير في السنوات القليلة القادمة، والتي ستلعب الكثير من الدول العربية فيها دور هام في الفترة القادمة
هل تنجح المملكة العربية السعودية في نيل شرف استضافة كأس العالم لعام 2034، وذلك بعد كل الاستثمارات والخطط التي وضعتها السعودية من أجل هذا الأمر؟ هذا ما سوف نتعرف عليه في القريب العاجل، آملين كل النجاح لبلادنا العربية في شتى المجالات.
